بسم الله الرحمن الرحيم
مواقف بطولية سجلها التاريخ
تقديم
فضيلة الشيخ: عبد المحسن ناصر العبيكان
جمع واعداد
أبوحامدإبراهيم بن عبد العزيزالشثري
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
الموقف الاول
أبو غياث الزاهد وإنكاره للملاهي
كان أبو غياث الزاهد يسكن بخارى فدخل المدينة ليزور اخاً له في الله تعالى وكان غلمان الامير "نصر بن أحمد" والمغنون يخرجون من داره ومعهم المعازف والملاهي فلما رآهم أبو غياث الزاهد قال:
يــانفس وقع الأمر إن نهيت ففيه خوف تلفك!
وإن مسكت فأنت شريك!!!
فرفع رأسه الى السماء واستعان بالله تعالى وأخذ العصا وحمل عليهم حملة فولوا مدبرين الى دار السلطان وخلفهم الزاهد ,
فعلم السلطان بذلك فأرسل إليه فأتي به
فقال له السلطان : أما علمت أن من خرج على السلطان يتغدى في السجن؟
قال له أبو غياث: أما علمت أن من خرج على الرحمن يتعشى في النار؟
فقــال له الامير: من ولاك الحسبه؟
قال : الذي ولاك الامارة .
قال ولاني الخليفة.
فقال ابو غياث رحمه الله: وأنا ولاني الحسبة رب الخليفه.
فقال الأمير وليتك الحسبه بسمرقند.
فقال عزلت نفسي عنها ,
فقال الخليفة : أعجب من أمرك!تحتسب حيث لم تؤمر وتمتنع حيث تؤمر!!
قال :لأنك إذا وليتني عزلتني وإذا ولاني ربي لم يعزلني احد.
قال الامير: سل حاجة؟
قال:أن ترد علي شبابي!!
قال الامير: ليس ذلك إلي .. سل أخرى؟
قال:اكتب الى مالك خازن النار ألا يعذبني!!
قال الامير: ليس ذلك إلي .. سل أخرى؟
قال: اكتب الى رضوان ان يدخلني الجنة!!
قال ليس ذلك إلي.
قال : فأنا مع الرب الذي هو مالك الحوائج لا أسأله حاجة إلا أجابني إليها فخلى الأمير سبيله فذهب..(1)
____
الله أكبر ياله من موقف لا يقفه إلا الرجال الصامدون
الذين نذروا أنفسهم لله وتحملوا كل ما يصيبهم في سبيله فلقد ارضى ابو غياث ربه بإزالة المنكر وأعانه الله ولم يصبه أذى بل طلب الامير ان يسأل حاجته !!
فما على المسلم الا ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وُيبشر بالعاقبة الحميدة والسعاده في الدارين.
ــــــــــــ
(1) من كتاب نصاب الاحتساب : تأليف عمر بن محمد السنامي – تحقيق وتقديم ودراسة د.موئل يوسف عز الدين
تعليق