صناعه وحياكة من أهم الصناعات التي تشدني كثيرا
عندما أرى منسوجات كثيرة وأشكال كثيرة من هذا الفن
الذي يطلق عليه فن الســــدو أعجبني تقرير عنها وعن تاريخها وتراثها
فنقلتها لعلها تروق لأذوآقكم ..
عندما أرى منسوجات كثيرة وأشكال كثيرة من هذا الفن
الذي يطلق عليه فن الســــدو أعجبني تقرير عنها وعن تاريخها وتراثها
فنقلتها لعلها تروق لأذوآقكم ..
تعتبر صناعة السدو من أعرق الصناعات التقليدية في شبه الجزيرة العربية، التي مازالت صامدة أمام هجوم التطور وتصارع من أجل البقاء، وما زال لها من يحميها ويعمل على أن تبقى دائما في الطليعة رغم كل الظروف والمتغيرات. وفي جولة بأحد الأسواق الشعبية بالمنطقة الشرقية، حيث لا تخطئ العين محلات السدو التي تنتشر هنا وهناك، وتعمل بها نساء طاعنات في السن توارثن وتسلمن المهمة من أمهاتهن في سير طبيعي لقانون الحياة القديمة، تحدثت إلينا بعض السيدات عن طبيعة العمل وكيف يجري، والتطوير الذي تم فيه، حيث يقمن بتوشية بعض المحافظ اليدوية والسجاد بآيات قرآنية، ويصنعن منه كذلك «بطان» للإبل وغير ذلك، كما تحدثت السيدات عن «جفوة» من طرف المواطنين وضعف إقبال على شراء هذه المنتجات في الوقت الذي يقبل عليها الأجانب بشكل أكبر.
ويعتبر السدو من أهم الحرف التقليدية التي كان يقوم بها الناس في المنازل قديما حيث كان يعتبر هو المادة الأساسية التي تستخدم في المفروشات والوسائد والأغطية في المنازل قديما كما كان يعتبر المادة الأساسية التي تصنع منها بيوت الشعر والخيام في ذلك الوقت، ولكن الآن ومع التطور تراجعت المهنة ووجدت نفسها في أسفل قائمة اهتمامات المواطنين. أما كيفية عمل السدو فإننا نستخدم «المدراة» أولا لنغزل الخيوط، ثم بعد ذلك نبرمها ونمددها، وأخيرا «نسديها»، وهي عملية طويلة ومتعبة، حيث نظل جلوسا طول اليوم نغزل ونبرم و«نسدي»، والآن أدخلنا عليها بعض التعديلات والنقوش الأخرى، حيث أصبحنا نطرز بعض الحواشي بكتابات قرآنية وزخرفات أخرى، ونصمم ايضا حسب الطلب.
وعن مدى الإقبال على هذه المنتوجات وهل مازالت تلقى اهتماما كبيرا لدى الجيل الحاضر وهل أسعارها مرتفعة، الإقبال عليها ضعيف، وخصوصا من طرف المواطنين، مع أن بعضهم يشتريها، فهي مازالت تصلح أن تكون فراشا في المجالس، وفي بيوت الشعر، ويزداد الإقبال عليها بشكل أكبر في موسم الخروج إلى البر، أما في الحالات العادية فالإقبال عليها ضعيف من طرف المواطنين، أما الأجانب فيشترونها ويهتمون بها، وخصوصا الأمريكيين فهم أكثر الأجانب إقبالا عليها، وبخصوص الأسعار فهي غالية بعض الشيء غلاء يتناسب مع مشقة العمل وصعوبته، وتتفاوت الأسعار من نوع إلى آخر حسب نوعية الغزل والخيوط المستخدمة (الشعر)، فهناك نوع يبلغ سعر المتر الواحد منه 100 ريال، بينما يتفاوت سعر البعض الآخر بين 3000 و 5000 ريال حسب النوع.
صناعة السدو اليوم تراجعت عما كانت عليه في السابق، وإن كان حظها كبير حيث انها لم تندثر مع بعض الحرف التقليدية الأخرى، لكنها تواجه مشاكل حقيقية من أهمها قلة الوبر وتضاؤله، حيث إن إنتاج الأغنام الآن أقل مما كان عليه في الماضي، لأن أغلبية من يعملون في تربية الأغنام ينظرون لها كهواية أكثر منها كتجارة جادة، كما اعتاد النساجون في الماضي على غزل القطن المستورد من الهند ومصر، أما الآن فهو يشترى خيوطا جاهزة من الأسواق المحلية، وتبرمه الناسجات، كما أن تراجع الاهتمام بمنتوجات السدو وضعف الإقبال عليه من أهم التحديات التي تواجه هذه المهنة العريقة، لذلك نقول إننا بحاجة إلى إحياء مهنة الآباء والحفاظ على تراثهم من الاندثار.
تعليق